الرياء
وهو الشرك الأصغر, كما وَصَفَه رسول الله r ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء, يقول الله يوم القيامة إذا جَزَى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون فى الدنيا, فانظروا هل تجدون عندهم جزاء)) [صحيح الجامع:1555] والرياء ينافى الإخلاص, ويُحْبِطُ العمل، فإن شرط قبول أى عمل أن يكون موافقاً للكتاب والسنَّة, وأن يكون خالصاً لوجه الله جل فى عُلاه, لا يريد بعمله أحداً سواه، فلا يصلّى, ويطوّل فى صلاته, ليراه الناس، ولا يتصدَّق ليُقال إنه كريم، ولا يحج ليقال عنه الحاج فلان.. وهكذا فى كل فعل أو قول، قال الله عز وجل: {فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف:110] {عَمَلاً صَالِحاً} أى الذى يكون موافقاً للكتاب والسُّنة، فلا يُقْبَل عمل بغير موافقته لهما, قال رسول الله r: ((من عمل عملاً ليس عليه أمْرُنا فهو رَدّ)) [متفق عليه] ((فهو رَدّ)) أى مردود عليه, غير مقبول, {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} هو الإخلاص لله جل وعلا, قال رسول الله r: ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملاً أشرك فيه معى غيرى, تركته وشِرْكَه)) [صحيح مسلم]
ولكن لا ينبغى أن يَحْمِل هذا الكلامُ أحداً على ترك العمل, مَخافَة أن يكون رياءً، فقد قال العلماء: إن العمل لأجل الناس شرك, وتركه لأجلهم أيضاً شرك, فإذا وَجَدْتَ فى نفسِك إحساساً بأنك ترائى, فلا يَصُدّنك هذا عن عملك, ولكن ادْعُ الله بالدعاء الذى ورد فى الحديث التالى عن رسول الله r: ((الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل, وسأدُلّك على شىء إذا فَعَلْتَه أذهبَ عنكَ صِغار الشرك وكِباره, تقول: اللهم إنى أعوذُ بكَ أن أشركَ بكَ وأنا أعلم, وأستغفركَ لما لا أعلم)) [صحيح الجامع:3731]
ربما يقول قائل: كيف يكون ترك العمل شركاً, ولم يعلم بنيَّتى أحد إلا الله؟ ونقول له: لأنك جعلتَ فى نيَّة العمل أو تركه أحداً غير الله, سواء عَلِمَ الناس, أم لم يعلموا.
ونريد أن ننبه إخواننا على كلام يظنون أنه ليس رياءً, ولكنه رياء, وهو قول أحدهم: انا بَعْمِل خير كِتير, بَس انا مابَتْكَلّمْش, عشان ربنا يقبل مِنّى, أو عشان لو اتكلّمت, ربنا مايقْبَلش مِنّى, وغير ذلك من الإشارات والعبارات, التى تُظْهِر للناس وَرَعَه, وكرمه, وتواضعه. اللهم اجعل كل أعمالنا صالحة, ولوجهك الكريم خالصة.
إشترك بالنشرة البريدية

تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء