تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہقـہً تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہ

تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہقـہً تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہ
تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہقـہً تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہ تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہقـہً تــہعـہلہمہ مہعـہ ـہآرُكـہًوُنہ تــہوُفـہَيـ ـہ

تحميل الاذكار والرقية واعراض المس والسحر والعين


تحميل الاذكار والرقية

يمكنك في هذه الصفحة تحميل الرقية الشرعية الصوتية بأكثر من صغيرة وبأكثر من جودة وأكثر من حجم …
الجودةتحميلالحجمالنوع
  جودة صوتية عاليةتحميل الملف29MBMP3
  جودة صوتية متوسطةتحميل الملف13MBMP3
  جودة صوتية عاديةتحميل الملف9.5MBMP3
  جودة صوتية للجوال بصيغة RMتحميل الملف7.5MBRM
  جودة صوتية للجوال بصيغة AMRتحميل الملف3MBAMR
* بعض أجهزة الجوال تدعم جميع الصيغ السابقة قم بحفظ الملف الى جهازك ثم نقله على الجوال
( اضغط بالزر الايمن على كلمة تحميل ثم اختيار حفظ الملف بأسم )
يمكنك تحميل او طباعة الرقية المكتوبة من هنا :
نسخة وورد
 نسخة بي دي اف

أعـراض العيــــن

كثير من الناس يصابون بالعين وهم لا يعلمون ، لأنهم يجهلون أو ينكرون تأثير العين عليهم ، فان أعراض العين في الغالب تكون كمرض من الأمراض العضوية والنفسية إلا أنها لا تستجيب إلى علاج الأطباء ، كأمراض المفاصل والخمول والأرق والحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد والنفور من الأهل والبيت والمجتمع والدراسة ، وبعض الأمراض النفسية والعصبية .
قال الشاعر يخاطب ناعورتان للزرع في قريةٍ يقال لها "بُشيناء":
بشيني لها ناعورتان كلاهما  *** تسح بدمعٍ دائم الهملان
مخـافة دهرٍ أن يصيب بعينه 
*** لإحداهما يوماً فيفترقان
وأنشد آخر:
خليليَّ إنّي للثّريّا لحـــــــــــــــاسدٌ  ***  وإني على ريب الزمان لواجد
أيجمع منها شملها وهي سبعة ***  وأفقـد من أحببته وهو واحد
 يقول الشيخ عبد الخالق العطار : أعراض الحسد تظهر على المال والبدن والعيال بحسب مكوناتها ، فإذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس ، كان يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل، أو يصد عن تلقى العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه وتقل درجة ذكائه وحفظه ، وقد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة، بل قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له ، وقد يجد في نفسه ميلا للاعتداء على الآخرين ، وقد يصير من طبعه العناد ، ويميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه ، ولا يألفه أهله وأحبابه وأصحابه ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق ، ويشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال . وليس بلازم أن تظهر جميع هذه الأعراض على المحسود بل قد يظهر بعضها فقط. وإذا كان الحسد واقعا على المال ؛ فيصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشان المال . كما يصاب بالخبل في إعداد وتصنيع أو جلب أو عرض البضائع للتداول ، وقد تتعرض البضائع للتلف وتخيم على حركة البيع سحابه من الركود والكساد ويضيق صاحب المال المحسود ذرعا ولا يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله. وإذا كان الحسد واقعا على البدن فانه يصاب بالخمود والخمول والكسل والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع ا.هـ.( كتاب الحسد والحاسد والمحسود ص 49 )
يقول أبا العتاهية وقد تأخر عليه عطاءه من عمر بن العلاء :
أصابت علينا جودَك العَين يا عُمَـرْ
فنحن لها نَبْغِي التمائمَ والنشَرْ
ويا رب عين صُلبَة تَفْلِقَ الحَجَرْ
سَـنَرْقيكَ بالأشـــــعارِ حتى تملهــا
فإن لم تُفِقْ منها رقَيْنَاكَ بالسوَرْ
 وقال آخر :
أعيـذ علاك من لدغات عينٍ  ***  لو أنّ المجدَ أبصرها فقاهـا
ولا تعدمْ محاسنَ لو أريد ال  *** حسودُ على الفداء لها فداها
ومن أبرز أعراض العين والحسد :
- صداع في الرأس .- السفعة وهي السواد أو الصفرة أو الشحوب في الوجه  .
- كثرة التعرق و التبول وأحيانا اسهالات متكرره  .- ضعف الشهية للأكل .  - حرارة في الجسم ولو كان الطقس بارداً أو العكس .- خفقان في القلب ويصاحبه الهلع والخوف من الموت .- ألم أسفل الظهر و ثقل  وألم في الكتفين  . - الم يبدأ من جوف العين والصدغ وينزل من الرأس الى الكتف ومن ثم الى طرف أصابع اليد.  
- الشعور بالضيق  والتأوه والتنهد والرغبة في البكاء بدون سبب بل والبكاء من شدة الضيقة في الصدر .
- الكآبة والصمت وقلة الضحك والنظرة السوداوية للحياة وربما تمني الموت .
- انفعالات شديدة و غضب غير طبيعي وبعض الحالات النفسية كالجنون والوهم و الخوف .
- صعوبة في المشي أو الوقوف لفترة طويلة أو أداء أي عمل شاق ، وقد لا يستطيع بذل أي مجهود .
- النسيان وعدم القدرة على التركيز .
- الخوف والنفور من المدرسة " وهذا يحصل كثيرا مع الطلاب ".  
- النعاس عند المذاكرة أو قراءة القرآن أو عند الامتحانات .
النفور من العمل أوفشل وكساد التجارة .
- النفور من المسكن وكراهية البقاء فيه أو العكس " نفور من المجتمع "
- النفور من الزوج أو الصديق أو المجتمع قال نصر بن أحمد:
كأنَّما الدَّهر قد أغرى بنا حسداً ... ونعمة الله مقرونٌ بها الحسد
- أرق وعدم القدرة على النوم .
- رؤية أحلام تدل على العين كأن يرى في المنام من ينظر اليه في المنام أو رؤية عين أو مجموعة عيون .
- نشفان الريق بصورة مستمرة .
- كدمات تظهر على الجسد " زرقاء أو خضراء أو بنية" خصوصا على اليدين والقدمين  ، وكذلك الحبوب والدمامل المتقيحة.
- امراض لا يعرف الطب سببا لها خصوصا الأمراض الجلدية والباطنية والنفسية .
- وخز و برودة بالأطراف .
- كثرة التثاؤب في الصلاة وعند استماع أو قراءة القرآن .

أعراض العين والحسد وقت الرقية أو على أثرها:
ـ كثرة التثاؤب المصحوب بالدموع . اما في غير وقت الرقية فليس التثاؤب بدليل كافٍ على العين ، يقول الشاعر :
ولما أبت عيناي أن تملك البكى
وان تحبسا سح الدموع السواكبِ
تثاءبت كي لا يُنكر الدمع منكرٌ
ولكن قليلا ما بقـاء التثــــــــــــــــاؤب
ـ النعاس والرغبة في النوم .
ـ قد يحصل للمعيون إغمائة خفيفة .
ـ يشعر المعيون بالرغبة بالتمغط كالذي يفعله الإنسان عندما يستيقظ من النوم.
ـ يشعر المعيون بخدر في عامة جسده وربما في إحدى شقيه الأيمن أو الأيسر .
ـ يتصبب جسده عرقا خصوصا الجبين ومنطقة الظهر .
ـ يحصل للمعيون غثيان أو تقيؤ  غالبا ما يكون مخاط صافي اللون مثل زلال البيض وهذا ما يفرق بينه وبين السحر حيث أن السحر في الغالب يكون القيء مواد عفنه وملونه وحاره.
ـ مغص وآلام في البطن ، أو أسهال  أو خروج إفرازات من الرحم .
ـ كثرة خروج البلغم والبصاق .
ـ التجشؤ يزداد مع الرقية .
ـ يجد المعيون الرغبة في البكاء أحيانا .
ـ برودة شديدة في الأطراف .
ـ وخز كالإبر في الأطراف .
ـ حكة في الجسم أو بعض أعضائه  .
ـ زيادة بالنبض و " خفقان في القلب "
ـ حرارة في البدن وربما شعر بها تخرج من أطرافه .
ـ رمش في العينين ،  فرك العينين بشدة .
يقول الشاعر ابن المعتز :
أصابت عينها عين فزيدت
فتوراً في الملاحة وانكسارا
وصار لغمزها عددٌ إذا مـــــا
أشـار إليه لحــــــــــظ أو أشـارا
ـ كثرة التبول .
ـ قد يحصل نزيف من الأنف .
ـ  إذا كانت العين مصحوبة بالمس فقد تظهر أعراض العين وأعراض المس  في آن واحد .
* ليس بالضرورة أن تجتمع جميع هذه الأعراض بل بعضها أو اكثرها .

شيطـان العيـن

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعَيْنُ حَقٌّ وَيَحْضُرُ بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ . حديث ضعيف رواه أحمد في مسنده ، و يقول ابن القيم في كتابه بدائع الفوئد الجزء الأول : والشيطان يقارن الساحر والحاسد، ويحادثهما ويصاحبهما ، ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشياطين ، لأن الحاسد شبيه بإبليس ، وهو في الحقيقة من أتباعه . لأنه يطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعمة الله عنهم  أ.هـ.
ومن ذلك قول الشاعر :
وقد بهتوا لما رأوني شاحبا ... وقالوا به عين فقلت وعارض
فالإنسان الحاسد العائن الحاقد غالبا ما يكون مصابا بالمس ويكون مصحوبا بالشياطين ، إذ يجدونه بغيتهم وضالتهم ومن خلاله يتسلطون على المحسودين ، فهم عند خروج اسهم الحسد من العائن يرونها فيقترنون بها ويدخلون في بدن المعيون من خلالها ويتسلطون على جسد المحسود بما تطلبته عين الحاسد ، لأن العين في هذه الحالة تكون لشيطان الحسد كالسحر لشيطان السحر ، ويكون الشيطان مربوطا بهذه العين ولا يمكن إخراجه إلا بعد أن تنفك العين عن المعيون بالرقية أو بالاغتسال من أثر المعيون ، وهذا لا يعني أن جميع حالات الحسد تكون مصحوبة بشيطان ولكن في بعض الحالات . ومن الملاحظ والمعلوم بالتجربة أن العين المعجبة قليلا ما تكون مصحوبة بالمس أما العين الحاسدة والسمية كثيراً ما تكون مصحوبة بالمس والله أعلم.
أعراض الحسد المصحوب بالمس
إن أعراض الحسد المصحوب بالمس هي الجمع بين أعراض الحسد والمس ومنها  :
يشعر المعيون بخدر في عامة جسده وربما في إحدى شقيه الأيمن أو الأيسر.
السهر وعدم القدرة على النوم الا القليل نهاراً .
سرعة ضربات القلب وتكون مفاجئة تصيب المحسود بالهلع والخوف من الموت .
كتمه وضيق شديد في التنفس .
ضغط شديد في الصدر يصحبها نوبات بكاء .
تنميل و ارتعاش في الأأطراف .
آلام في البطن فوق السرة وتحت عظمة الغص وتحت القلب من جهة اليسار .
تبلد الإحساس عند المصاب بالعين وكرهه للحياة والشك في القريب والبعيد .
الحزن وقلة ضحك والصمت وقلة الكلام والإنطواء الشديد .
الصرع والإغماء .
صداع مستمر ولا تنفع معه الأدوية .
هذه هي بعض الأعراض يستأنس بها ولا يسلم بها على العموم . وأنصح الراقي بأن يرقي المحسود برقية العين لا برقية المس ، وان يغض الطرف عن وجود المس بل يجعل همه وغايته خروج الحسد من جسد المحسود ، وحتى لو تحرك المس فلا يتحدث اليه حتى لا ينتبه المريض ، فإن خروج الحسد يضعف قدرة المس على أذية المحسود وربما خرج من جسده من غير حضور وتخبط وشجار وتهديد ووعيد وأذية  المريض وأهله .

  أعراض السحر

 ليس من السهل الحكم على شخص ما بأنه مسحور لأن أعراض السحر قريبة جدا من أعراض الحسد ، وتتشابه مع أعراض المس بسبب وجود شيطان السحر في الغالب ، ولكن سوف أذكر أعراضا هي في الغالب أقرب للسحر من غيرها من الأمراض الأخرى .

1) أعراض المس ( لوجود شيطان السحر) في غالبية أنواع السحر.
2) تغير مفاجئ في طباع المسحور من الحب إلى الكراهية ومن الصحة إلى المرض ومن العبادة إلى المعصية ومن الفرح والسرور إلى الحزن والضيق ومن الحلم إلى الغضب وإلى غير ذلك من أوامر السحر وتفلت الشياطين .
 3) المسحور يكون في الغالب سريع الغضب والانفعال .
4) تزداد الحالة أو يتنقل المرض عند القراءة أو بعدها .
5) يشعر المسحور وكأنه مدفوعٌ بقول أو فعل بغير إرادته ، وغالباً ما يندم على ما فعل.
6) آلام في الأرحام .
7) آلام في أسفل الظهر .
 8) يُرى في عيني المسحور بريقا زائداً وملحوظا وغالبا ما تجده لا يستطيع تركيز النظر في عين الراقي وقت الرقية ولكنة يميل بالنظر الى أعلى وإلى أسفل ( هذه الملاحظة ذُكرت في كتاب دليل المعالجين والصواب أنها تنطبق في الغالب على من به سحر مأكول أو مشروب أو مشموم وبلغت عقد السحر الى العينين ، أو كان هناك حضور جزئي على عين المسحور ، ولعلي أكون مخطئاً ولكن هذا ما ظهر لي من خلال المتابعة)  . 
9) رائحة كريهة تخرج من فم أو من جلدة الرأس أو من الأرحام أو من جسد المسحور عموما وهذه الرائحة يشمها المريض وغيره ومهما اجتهد في غسل جسده بالشامبو والصابون فإن الرائحة تعود في نفس اليوم خصوصا عندما يعرق جسده ، وهذا يحصل في بعض حالات السحر المأكول والمشروب وليس كل الحالات .


بعض الأعراض التي  تحصل للمسحور وقت القراءة
 يشترك المحسود والمسحور في معظم هذه الاعراض والفرق ان التاثر يكون عند آيات السحر أشد والدعاء على السحرة .
      ×        الضيق الشديد والضجر من القراءة .
      ×        يجهش المريض بالبكاء ويتعجب المريض نفسه من هذا البكاء  .
      ×        الاستسلام للنوم بسبب القرين .
      ×        قد يحصل للمريض انتفاخاً ملحوظاً في وجهه أو في بطنه .
      ×        غالبا لا يظهر الجني بسرعة كما هو عليه الحال في المس.
      ×        قد تظهر تشنجات ولاسيما في الأطراف وعلى العينين .
      ×        لا يستجيب للقراءة والعلاج بسرعة ( أيضا بعض حالات العين لا تستجيب للعلاج بسرعة ).
      ×        وقت الرقية ينظر إلى الراقي بسخرية وربما ضحك المصاب دون إرادة منه .

إن السحرة لعنهم الله في الغالب يرسلون إلى المسحور الشياطين المتمردة حيث أنهم أكثر قوة وتحملا وعناداً خصوصاً عند بداية العلاج ، فتجد خادم السحر يكمن وقت القراءة ولا يتحرك ولا يتسبب في أي أمر من شانه الاستدلال على وجوده داخل جسم المسحور ، حتى يظن الراقي أن الإنسان الذي أمامه ليس به سحر ولا حتى مس، فيتوقف المسحور عن القراءة ومتابعة العلاج ، أو بعد القراءة على المسحور تظهر أعراض العين فيكون تركيز العلاج على العين حتى تنتهي أعراضها ثم يتوقف عن العلاج ، ومن الملاحظ أن بعض من بهم سحر تسرع إليهم العين بل هم عُرضة للعين والمس أكثر من غيرهم لأن أجسادهم مكشوفة ، وحيث أن العين من السبل التي تقترن بها الشياطين بالإنسان ، لذا  فإن الشياطين كثيراً ما تتسلط على المسحور من خلالها ، ويتأثر بعض المسحورين من آيات الحسد عند الرقية لأنه قد يكون مصاباً بالحسد المقرون بالمس  ، وإن السحر في الغالب لا يعمله إلا الحسدة من خبيثي وخبيثات الإنس:

 كل العداوات قد ترجى مودتها *** إلا عداوة من عاداك عن حسدِ 

وتجد بعض شياطين السحر تتأثر من آيان العين والحسد لأن بعض شياطين السحر تستقبل العين حتى تتسلط على المسحور وتنكل به ، فيكون الشيطان خادماً للسحر وخادماً لعين الحاسد في آن واحد  ، وكم أعجب من بعض الرقاة الذين يشخصون المرض من أول جلسة ، حتى إن بعضهم يقول إذا كان المسحور في بطنه سحر فسوف يتقيأه عند القراءة ، وإن كان به مس فسوف يصرع .. ومن به مس لا يستطيع أن يقرأ آية الكرسي أكثر من ثلاث  مرات ..  ويقول آخر الذي به مس لابد أن يتخبط عند القراءة عليه ويستشهد بقوله تعالى: } الّذِينَ يَأْكُلُونَ الرّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاّ كَمَا يَقُومُ الّذِي يَتَخَبّطُهُ الشّيْطَانُ مِنَ الْمَسّ { ، وهذه أقوال عارية من الصحة فمن الشياطين من يتحمل وقت القراءة في بداية العلاج وربما احترق في مكانه ولم يحضر وذلك بسبب ضعفه أو عدم تمكنه من جسد المصاب ، ومن السحر ما يكون مصحوبا بالجن الموكل به فيمنع خروج السحر من الفم ، وأعرف من يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة وهو مسحور وفي جسده خادماً للسحر ، وليس عند من يزعم ما سبق ذكره دليل من الكتاب والسنة ، ولكنها أمور تحصل أحيانا مع بعض المرضى ولا تحصل مع الجميع .  فينبغي عدم التسرع والتريث في الحكم  حتى يقرأ على المريض قراءة مركزة ولفترة أطول ، فستنجلي الحقيقة للقارئ بعد عدة جلسات وإن طالت المدة التي من خلالها تنكشف أعرض السحر أو المس الواحدة تلوى الأخرى.

أعراض السحر المأكول والمشروب:
-  ألم شديد في البطن وكأنه طعن أو تقطيع بالسكاكين.
-  الشعور بألم دائم في المعدة مع غثيان وتقيؤ مستمر في بداية الحالة ( ليس في كل الحالات ).
-  غثيان ( يزداد وقت الرقية ) ما لم يكن السحر قديماً أو منتشرا في أنحاء الجسم.
-  كثرة الغازات في البطن .
-  يشعر بقعقعة في البطن وقت الرقية.
-  يشعر بمثل الكرة في المريء والبلعوم ساكنه أو متحركة خصوصا وقت القراءة.
-  يشعر بحرارة في جوفه بل في بدنه عامة خصوصاً وقت الرقية.
-  خروج رائحة كريهة من المعدة ( عن طريق الفم ) تزداد وقت الرقية .
-  يشعر بألم وتقطيع في بطنه وقت الرقية . 
-  عدم الرغبة في الأكل ( ليس في كل الحالات ).
-  الإمساك المزمن ( في بعض الحالات ) .
-  الألم الشديدة فترة الدورة ( عند النساء ) .
-  ضعف الرؤية ( البصر ) ، وربما ترى في عينيه بريقاً غامض يتدفق كأنه إشعاع مغناطيسي .
-  قد يرى أمام عينيه شعراً أو حبالاً معقدة أو ملفوفة ولو كان مغمض العينين ، هذا غالبا مايكون في السحر المأكول والمشروب .
-  المسحور بهذا النوع من السحر ينزعج عندما يلمسه أحد خصوصا في المواضع التي يكثر فيه السحر في جسده .
-  ومن علامات السحر المأكول والمشروب الشعور بالضيق عند التنفس ، ويسمع له أحيانا فحيح عند الشهيق والزفير وهو أشبه ما يكون بالشخص المصاب بالربو .
-  ومن علامات السحر المأكول والمشروب سواد الوجـه خصوصاً وقت الرقية فإذا ما استفرغ السحر أشرق لونه واستنار وجهه.

روي عن عميرة بن شكير أنه قال: كنا مع سنان بن سلمة بالبحرين، فأُتيَ بساحرة، فأمر بها، فألقيت في الماء فطفت، فأمر بصلبها فنحتنا جذعاً.  فجاء زوجها كأنه سفود محترق فقال: (مرها فلتطلق عني) فقال لها: أطلقي عنه. فقالت: نعم، ائتوني بباب وغزل. فقعدت على الباب، وجعلت ترقي في الغزل وتعقد، فارتفع الباب، فأخذنا يميناً وشمالاً، فلم نقدر عليها."  تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة- حديث مقطوع "

السفود: بوزن التنور ، وهي الحديدة التي يشوى بها اللحم .

ذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن ابن أبى الدنيا " كتاب مكائد الشيطان"  أن رجلا من أهل الشام من أمراء معاوية غضب ذات ليلة على ابنه فأخرجه من منزله فخرج الغلام لا يدرى أين يذهب فجلس وراء الباب من خارج فنام ساعة ثم استيقظ وبابه يخمشه هر أسود برى فخرج إليه الهر الذي في منزلهم فقال له البرى ويحك افتح فقال لا أستطيع فقال ويحك ائتني بشيء أتبلغ به فإني جائع وأنا تعبان هذا أوان مجيء من الكوفة وقد حدث الليلة حدث عظيم قتل على بن أبى طالب قال فقال له الهر الأهلي والله إنه ليس هاهنا شىء إلا وقد ذكروا اسم الله عليه غير سفود كانوا يشوون عليه اللحم فقال ائتني به فجاء به فجعل يلحسه حتى اخذ حاجته وانصرف وذلك بمرأى من الغلام ومسمع فقام إلى الباب فطرقة فخرج إليه أبوه فقال من فقال له افتح فقال ويحك مالك فقال افتح ففتح فقص عليه خبر ما رأى فقال له ويحك أمنام هذا قال لا والله قال ويحك أفأصابك جنون بعدى قال لا والله ولكن الأمر كما وصفت لك فاذهب إلى معاوية الآن فاتخذ عنده بما قلت لك فذهب الرجل فاستأذن على معاوية فأخبره خبر ما ذكر له ولده فأرخوا ذلك عندهم قبل مجيء البرد " البريد " ولما جاءت البرد وجدوا ما أخبروهم به مطابقا لما كان أخبر به أبو الغلام .

- يشتكي المسحور بالمأكول والمشروب بآلام في أسفل الظـهر في منطقة العجز والعصعص ولعل ذلك بسبب وجود السحر في المستقيم ( القولون ).
-  في حالة السحر المأكول أو المشروب ، عند انتفاخ اليد أو الرجل أو ظهور البقع الزرقاء ووجود الألم فيها ، فيه إشارة على هيجان السحر في ذلك العضو.
-  وقت الرقية يرى المريض فجأة في مخيلته بريقاً مفاجئاً أشبه ما يكون بمجموعة نجوم متلألئة ، وهذا يعني أن سحرا في مخيلته قد أحرقه الله وهو الغالب على الظن، أو شيطاناً تحرك بصورة سريعة في عصب عينيه .
- كثرة التمخط من الأنف والبزاق من الفم وقت الرقية فيه دليل على وجود السحر أو الحسد في مقدمة الرأس ( الدماغ ) والجيوب الأنفية .
-  تجد أحياناً بعض من به سحر مأكول أو مشروب يكثر من فرك فروة رأسه أو يمسح مسحا خفيفا على جوانب رأسه ، وفيه ذلك دليل على وصول عقد السحر إلى الرأس.
-   يذكر أكثر من شخص ممن يعانون من سحر في بطونهم أنهم يشعرون بمثل الكرة تنفجر في بطونهم وقت القراءة وبعدها يخرج السحر .
-   ومن علامات السحر المأكول الخمول والثقل في البدن خصوصاً على الأكتاف والخفة بعد الإستفراغ .
-  الموضع الذي يشعر به المسحور بألم غالبا ما يكون مكان عقد السحر في الجسد.

لا يسلم بهذه الأعراض ولكنها تحصل مع بعض من بهم سحر مأكول أو مشروب وهي قريبة جدا للمصاب بالحسد ، وشيطان السحر يتعمد اضلال الراقي بتنوع الاعراض ، فأرى عدم الإستعجال في التشخيص حتى تجتمع كل المعطيات التي تدل عليه .

تحـَرُكَ السحر ( هيجان السحر ):
السحر المأكول والمشروب من أشد أنواع السحر تأثيرا على المسحور ، والسحر عندما يستقر في الجسد يكون له سكون ودرجة تأثير معينة ، ولكن عندما يُراد إبطاله بإذن الله تعالى بالرقية أو بالأعشاب أو غير ذلك يتبيغ ( يهيج ) السحر ويكون في أعلى درجات التأثير ، ومثال ذلك لو أتينا بكمية من الجَمر وتركناه فترة من الزمن فإنه سرعان ما يغطيه الرماد والحرارة الصادرة منه تكون أقل بعد سكونه ، فإذا ما حركنا هذا الجمر ونفخنا عنه الرماد فإن حرارته تشتد ، كذلك السحر عندما يتحرك بالقرأة والنفث وغير ذلك من الطرق الأخرى فإنه يؤثر على المسحور بالتعب فترة من الزمن ، جاء في أحد روايات سحر الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن سحره كان في جف طَلْعِ نخلة ذكر وفيه مشط الرسول صلى الله عليه وسلم  مع مراطة رأسه وتمثال من شمع على صورة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه إبرٌ مغروزة ، وفي الجف أيضا وترٌ فيه إحدى عشرة عقدة وجاء في الحديث أنه كان لا ينزع إبرة ( يعني من التمثال ) إلا وجد لها ألما ، ثم يجد بعد ذلك راحة . وأحيانا تكون الزيادة بسبب تفلت شيطان السحر بسبب تأثره من الرقية ( ردة فعل ) . 

 

هل الأعشاب تبطل السحر الخارجي ؟:
الأعشاب لا تؤثر في ابطال السحر الخارجي مهما كانت قوتها ولكنها قد تؤثر من بعد اذن الله تعالى على اضعاف خادم السحر فيخبر عن مكان السحر .
  

الاقتران الدائم ( التلبس الحقيقي ) .
المس الكاذب ( التمثيلي ).


يقول الله تعالى في سورة الأعراف: } وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ{ وقال تعالى في سورة قد أفلح المؤمنون :} ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُون{ وقال تعالى في سورة فصلت :} وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ {. يقول ابن كثير في تفسيره: يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر أنهم إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الاخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب وقوله تذكروا أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب " فإذا هم مبصرون"  أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.

المس العارض:
هو تلبس حقيقي عارض ، يتلبس الجني الإنسي ساعات من النهار أو الليل ثم يخرج من جسده ثم يعود إليه مرة أخرى في اليوم التالي أو بعد أسبوع أو بعد شهر أو بعد سنة ، أو أنه يخرج ولا يعود ، لا أعاده الله.

ومن المعلوم بالمتابعة أن بعض المرضى يشعرون بخروجه من أجسادهم على شكل ريح قوية تخرج من الفم أو رعشة شديدة في أحد قدميه ..الخ ، خصوصاً عندما يعلم الشيطان أنه سوف يقرأ على المريض فإنه يهرب من جسده .

الاقتران الدائم ( التلبس الحقيقي ) :
اقتران دائم  يسكن الجني في عضو من أعضاء الإنسان كالبطن والرأس والساق والأرحام  والعمود الفقري أو يكون منتشراً في جميع جسمه من أعلى رأسـه الى أخمص قدمه ، لا يفارق صاحبه أبدا فهو معه في الليل والنهار كعضو من أعضاء جسده.

لمس الخارجي:
يتسلط الشيطان على الإنسان من خارج جسده بصورة دائمة أو عارضة ، روى مسلم في صحيحه عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعَ يَدَهُ وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهَا ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا فَجَاءَ بِهَذَا الأعرابيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا .  وقد يتشكل الجني على صورة إنسان أو حيوان فيمس الإنسي ، أو يجلس الشيطان على كاهل الإنسان فيجد صعوبة في الحركة أو يسبب له ضيقاً في الصدر ووسوسة وعصبية أو يأتي الإنسان عند النوم ويضغط على منطقة الحركة في المخ فيشعر الإنسان بحالة من الشلل ولا يستطيع أن يتكلم أو يصرخ أو يتحرك وهو ما يسمى (بالجاثوم ) ، أو يتشكل الشيطان على صورة حيوان صغير يتحرك بين ثياب الإنسان وجسده ، وقد يتسبب في جرحه وضربه  أو ينفخ في وجهه أو يفزعه ويخيفه فلا يستطيع النوم أو تتشكل الجنية على شكل امرأة جميلة فتطلب الجماع من الإنسي أو العكس ، وتكون القراءة على المصاب بهذا النوع من المس بنية الطرد والتحصين وإبطال السحر .

المس المتعدي :
  يكون الشيطان مقترنا بشخص ما ، ولكن لسبب أو آخر نجده يتسلط على شخص في الغالب له علاقة بالشخص المقترن به ، وبهذا يتعدى شره إلى أكثر من شخص فيسمى المس المتعدي ، وليس بالضرورة أن يكون تعدي المس من نفس الجني الذي هو متلبس بالمريض ولكن ربما يكون بسبب أتباع ذلك الشيطان ، وربما تلبس الجني الإنسان من الخارج وأثر عليه ولم يدخل فيه ، ولذلك أن بعض المرضى يذهب للرقية ولا يتأثر إطلاقا والسبب أن المس يكون مع زوجته أو أمه او صديقه ...الخ .

المس الوهمي "هذا النوع هو الأخطر والأكثر ":
يحصل الصرع الوهمي نتيجة معاشرة أو مشاهدة الإنسان السليم للمصروعين في الغالب ، أو عندما يوهم المعالج المريض بأنه مصاب بمس من الجان ، عندها تحصل لهذا الإنسان فكرة ثم وسوسه ثم وهم ، فيتوهم بأنه مصاب بالمس، وربما تستغل بعض الشياطين هذا الوهم بأن تتسلط على عقله حتى تجعله يظن أن الأمر حقيقة ، وما يكاد أن يقرأ عليه الراقي حتى يسقط ويصرخ ويتخبط بالأقوال والأفعال  ويتقمص تصرفات المصاب بالمس وقت القراءة فيترك الحليم حيران ، وفي الحقيقة هذه إحدى سلبيات القراءة الجماعية والتشخيص الخاطئ و الخوف من الجان .

يذكر صاحب كتاب الطرق الحسان : إن مرض الوهم إذا أصاب الإنسان كان أخطر عليه من المرض الحقيقي ، لأن مس الجن يزول بفضل الله أمام الرقية بالقرآن، أما مريض الوهم ، فهو في دوامة لا تنتهي .. فإذا تملك الوهم بإنسان بأن به مسـاً من الجن أو أنه مسحور ، يتشوش فكره وتضطرب حياته ، وتختل وظائف الغدد ، وتظهر عليه بعض علامات المس أو السحر ، وربما يحدث له تشنجات أو إغماء ويسمى في علم النفس الحديث ( الإيحاء الذاتي ) أ.هـ.

يقول ابن القيم: اعلم أن الخطرات والوساوس تؤدي متعلقها إلى الفكر فيأخذها الفكر فيؤديها إلى التذكر ، فيأخذها الذكر فيؤديها إلى الإرادة فتأخذها الإرادة فتؤديها إلى الجوارح والعمل فتستحكم فتصير عادة ، فردها من مبادئها أسهل من قطعها بعد قوتها وتمامها … فإذا دفعت الخاطر الوارد عليك اندفع عنك ما بعده ، وإن قبلته صار فكرا جوالا فاستخدم الإرادة فتساعدت هي والفكر على استخدام الجوارح فإن تعذر استخدامها رجعا إلى القلب بالتمني والشهوة وتوجهه إلى جهة المراد . ومن المعلوم أن إصلاح الخواطر أسهل من إصلاح الأفكار ، وإصلاح الأفكار أسهل من إصلاح الإرادات ، وإصلاح الإرادات أسهل من تدارك فساد العمل ، وتداركه أسهل من قطع العوائد ، فأنفع الدواء أن تشغل نفسك في ما يعنيك دون ما لا يعنيك … وإياك أن تمكن الشيطان من بيت أفكارك وإيراداتك فإنه يفسدها عليك فسادا يصعب تداركه ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرة ، ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك ، وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك أ.هـ.

المس الكاذب ( التمثيلي ) :
تجد بعض المراجعين من يصرع وقت القراءة ويقول أنا الجني الفلاني وأنا خادم سحر ولن أخرج حتى يحصل كذا وكذا .. وفي الحقيقة الذي يتكلم الإنسان وليس الجني ، وهو يمثل على الراقي بأنه جني ، والغاية من هذا الصرع التمثيلي في الغالب من أجل أن يعامل هذا الإنسان معاملة خاصة ويلفت أنظار مَنْ حوله إليه ، أو حتى يستجاب لطلباته ، أو لتعرضه لمشاكل أو لصدمات عاطفية أو نفسيه، أو لينسب أفعاله القبيحة إلى تسلط الشياطين عليه أو لغاية أخرى ، ومثل هذا الإنسان في خطر عظيم لأنه عرضة للتلبس الحقيقي الانتقامي حيث أن الجن يعتبرون هذا التمثيل استهزاء وسخريه بعالمهم .

يقول الجاحظ : بلغنا عن عقبة الأزدي أنه أتي بجارية قد جنت في الليلة التي أراد أهلها أن يدخلوهـا إلى زوجها ، فعزم عليها ، فإذا هي قد سقطت ، فقال لأهلها أخلو بي بها ، فقال لها ، أصدقيني عن نفسك وعلي خلاصـك .
فقالت إنه قد كان لي صديق وأنا في بيت أهلي ، وأنهم أرادوا أن يدخلوا بي على زوجي ولست ببكر ، فخفت الفضيحـة . فهل عنك من حيلة في أمري ؟ .
فقال نعـم ، ثم خرج إلي أهلها ، فقال إن الجني قد أجابني إلى الخروج منها ، فاختاروا من أي عضو تحبون أن أخرجه من أعضائها ، واعلموا أن العضو الذي يخرج منه الجن لا بد وأن يهلك ويفسد ، فإن خرج من عينها عميت ، وإن خرج من أذنها صُمت ، وإن خرج من فمها خرست، وإن خرج من يدها شلت ، وإن خرج من رجلها عرجت ، وإن خرج من فرجها ذهبت عذرتـها.
فقال أهلها : ما نجد شيئاً أهون من ذهاب عذرتـها ، فأخرج الشيطان من فرجها، فأوهمهم أنه فعل ، ودخلت المرأة على زوجها .

والفرق بين الصرع النفسي والصرع التمثيلي وبين الصرع الحقيقي أن المصروع لا يجيد حركات الجن من حيث التخبط والكلام وقت الصرع ، كالسقوط إن كان واقفا أو طرف العين وارتعاد الجسد ورعشة الأطراف وأسلوب الكلام وسرعة الجواب وطريقة خروج الجني من الجسد كما يزعم ، أما كيفية معرفة الفرق بين هذه الحالات فهي تعلم بالخبرة والفراسة المكتسبة وقوة الملاحظة ، ومن خلال أخذ المعطيات عن حالة المريض بطرح بعض الأسئلة ، وسؤاله عن حقيقة معاناته وسبب مجيئه إلى العلاج . واحب أن أنبه إلى أن بعض المرضى لا يستطيعون أن يعبروا عما يعانون وذلك من شدة تأثير الشيطان عليهم ، وإذا كان البلاء يؤثر على العقل فمن الصعب الحصول على المعطيات الصحيحة من المريض نفسه لأنه إما لا يستطيع التعبير أو أنه يبتكر أعراضاً وأجوبة خلاف الواقع



مشاركة مميزة

تحميل المصحف الشريف اصدار سطح المكتب

إصدار سطح المكتب قراءة سهلة بدون إنترنت تحميل مجانا للماك تحميل مجانا للويندوز استخدم قرآن فلاش على جهاز الويندوز أو الما...