من لَعَنَ مُسلِماً أو كفَّره حيّاً أو ميّتاً
من كَفَّر مُسلماً فقد كَفَرَ، قال رسول الله r: ((أيُّما رجل مسلم أكْفَرَ رجلاً مسلماً, فإن كان كافراً, وإلا كان هو الكافر)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:2727] وقال: ((أيُّما امْرِئ قال لأخيه: يا كافر, فقد باءَ بها أحدهما, إن كان كما قال, وإلا رجعت إليه)) [صحيح مسلم] وقال: ((إذا قال الرجل لأخيه يا كافر, فهو كقتله, ولَعْن المؤمن كقتلِه)) [صحيح الجامع:710]
ومن الأخطاء الجسيمة: سَبّ الموتى (ربنا يِجْحِمُه مَطرَح ما راح – دَه كان ظالم – ده كان مُفترِى – دَه كان كذا وكذا) قال رسول الله r: ((لا تَسُبُّوا الأموات, فإنهم قد أَفْضَوْا إلى ما قَدَّموا)) [صحيح البخارى] وقال: ((لا تَسُبُّوا الأموات, فتؤذوا الأحياء)) [سنن الترمذى, مسند أحمد, صحيح الجامع:7312] هل أدركتم الآن حُرْمَة (يلعن مَيتينك)؟ أستغفر الله، إن الإنسان لَيَشمَئِز من ذكر هذه الأقوال, ولكن.. إنا لله وإنا إليه راجعون, لقد نهى رسول الله r عن سَبّ أى شىء, أو لَعْن أى شىء, فقال مثلاً: ((لا تلعن الريح, فإنها مأمورة, وإنه من لَعَنَ شيئاً ليسَ لهُ بِأَهل, رَجَعَت اللعنة عَليهِ)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:7447] وقال: ((لا تسبُّوا الريح, فإنها من رَوْحِ الله, وسَلُوا الله خيرها, وخير ما فيها, وخير ما أُرْسِلَت بِه, وتعوَّذوا بالله من شَرّها, وشَرّ ما فيها, وشَرّ ما أُرْسِلَت به)) [صحيح الجامع:7317] ونهى عن سَبّ الديك – حتى لا يقول قائل: يلعن ديكَك (أستغفر الله) ويقول: انا مابَسِبّش الدين, انا بَسِب الديك – فقال: ((لا تسبُّوا الديك, فإنه يُوقِظُ للصلاة)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7314]
فما بالكم يا إخوانى بسَبّ الدين الذى نسمعه آناء الليل والنهار؟ أى ربى ما أحلَمَك, سبحانك على حِلمِكَ بعد عِلمِك, وسبحانك على عَفوك بعد قُدرَتِك, اللهم تب علينا, وعلى المسلمين أجمعين.
حتى إنه r نهى عن سَبّ الشيطان, أتتخيلون؟ فقال: ((لا تسبُّوا الشيطان, وتعوَّذوا بالله من شَرِّه)) [صحيح الجامع:7318] وقال: ((لا تَقُل تَعِسَ الشيطان, فإنه يَعْظُم, حتى يصير مثل البيت, ويقول: بقوَّتى صرعته, ولكن قُل: باسم الله, فإنك إذا قلتَ ذلك, تصاغَر حتى يصير مثل الذباب)) [صحيح الجامع:7401] أى ربى ما أكرمَك, هديتنا لخير دين, وأنزلت إلينا أعظم كتاب, وأرسلت إلينا خير رسول, فلك الحمد يا الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, مِلء السموات, ومِلء الأرض, ومِلء ما بينهما, ومِلء ماشئتَ من شىء بَعْد, أهلُ الثناءِ والمجد, أحَقُّ ما قال العبد, وكلنا لك عبد, اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ, ولا مُعطِىَ لما مَنعتَ, ولا ينفعُ ذا الجَدّ, مِنكَ الجَدّ, اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلالِ وَجهِكَ, ولِعظيمِ سُلطانِكَ.
إشترك بالنشرة البريدية

تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء